إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 23 مارس 2011

رسالة إلى أمي/ أيام زمان

بقلم: ربا سمّور

أيام زمان كنت أغضب من والدتي حين تستهجن بعض تصرفاتي وحين تقول لي "ربا هيك غلط" وأحس أحياناً أنني لا أحبها... لماذا؟..لأنها لا تفهمني!!! ولكن أحياناً أخرى أجد نفسي انتظر بفارغ الصبر الصباح الباكر حتى اقبلها وأقول لها "صباح الخير هنودة"...وهي تنظر لي وتبتسم ...وكالعادة على الطاولة صينية لونها سكري مرسوم عليها وردة زهرية وعلى الصينية بكرج القهوة وفنجانان، واحد لأبي الذي يشرب فنجاناً واحدا فقط لاغير وباقي الغلاية تشربه أمي كاملاً حتى الثمالة...
لا أنسى أيضاً عندما سافر أصدقاء لنا وتركوا خادمتهم عندنا..كم فرحت أمي لذلك..كم ارتاحت من عناء البيت و 5 أطفال أشقياء..لم يكن بيننا أي شخص هادئ إلا رولا "لا تنسوا هاد أيام زمان" ...فكان عليها ترتيب الفراش وإفطار الخمسة وتحضير أبي للدوام ومن ثم هي تلبس ما تراه بوجهها دون أن تنظر بالمرآة ماذا تلبس...وتذهب إلى عملها كمعلمة...وهناك تقوم بعملها على أكمل وجه بما يرضي ضميرها...ومن ثم تعود أدراجها إلى البيت مشياً وقبل أن تبدل ملابسها تطبخ لنا الغداء وبعد أن تضع الطبخة على النار تبدل لكل واحد منا ملابسة وتغسل له يديه ووجهه ومن ثم تقوم هي بتحريك الطبخة وأخيراً تبديل ملابسها...وهكذا إلى حين أن ننهي طعامنا ...طبعاً نحن الخمسة مدللون..فتقوم هي بغسل الصحون والأواني وتنظيف المطبخ وبعد الانتهاء تطلق صافرة الإنذار "هيا حان وقت الدرس" ويا ويلي على غرفة الجلوس في هذا الوقت من اليوم أو بالأحرى ياويلي على البيت كاملاً كتب أينما تذهبين وهي تتنقل بين هذا وذاك تسمع لهذا وتنقل إملاء لذاك وتحضر الدرس الجديد لآخر...لن أنسى هذه الفترة أبداً ما حييت...
تخيلوا أن مع هذا التعب اليومي الدائم وكنت اغضب منها إذا أنبتني لحصولي على 9/10 ولا أفهم لماذا تغضب وأقول لها "طيب يا ماما ما هي بس علامة" ...لكن الآن أنا أدرك تماماً شعورها في ذاك الحين...كل الجهد والتعب في التدريس وبالنهاية 9/10 كأنني أقول لها أنك لم تتعبي كفاية علي أو أنك لم تدرسينني بالشكل الصحيح...يا الله كم استحملت يا أمي العظيمة...
لم أكتب كل ماكانت تقوم به أمي من عمل وجهد وتعب خوف أن أذكرها بأيام التعب والجهد والعناء فسأكتفي يا أمي بأن أقول لك "أتمنى الآن أن أرجع لأيام زمان بعد أن جربت ماذا تعني الأم بعد أن شعرت بشعورك حين توجهينني إلى الصواب" ...
أحبك يا أمي العظيمة .. لن يخلق مثلك...شكلك، حنيتك، ذكائك، حنكتك، ضحكتك الخجولة وأحياناً الغير خجولة (بصوت عال)، وجهك الأحمر حين تخجلين وحين تشربين "شفة" نبيذ،  خفة دمك وبيجامتك وقميصك الأحمر "قميص المناسبات" J
أحبك فوق هذا كله... أحبك أكثر من هذا كله...أحبك بمقدار ماكنت تحبينني وتخافين علي وتوجهينني..أحبك بمقدار غبائي أيام الطفولة... أحبك بمقدار جهلي بمشاعرك أيام الطفولة...
وعلى قولة أهل البكبات "أحبك يا أمي"

هناك 3 تعليقات:

  1. اقول الله يحميلك امك ويخليها ويخليكي لاؤلادك ويحميهم ويهديهم يطلعوا زي ما بدك وربنا يسامحك ويسامحمنا على كل شي عملنا باهلنا ويعطي العايش منهم طولة العمر ويرحم المتوفي

    ردحذف