إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 8 سبتمبر 2011

التواصل الفعّال

بقلم: ربا سمّور
هل تجد صعوبة في فهم بعض الناس؟ هل حدث أن قابلت شخصاً لم تستطع التواصل معه؟ هل حدث أن شخصاً لم يفهم ما تريده؟ هل حدث أن شخصاً أخذ فكرته عنك بناءً على ما سمعه أو ما رآه؟ ليس كما أردت أنت؟... لماذا برأيك؟ ما علاقة هذه الأسئلة بموضوع الاتصال؟  ما هو الاتصال؟ هل هو عملية؟ هل لعملية الاتصال عناصر؟ هذا ما ستناوله في هذا المقال، وسنتطرق لعادة مميزة للأشخاص القيادين "ممارسة عادة التفاهم".
تصنف "ممارسة عادة التفاهم" من العادات السبع للناجحين حسب د. ستيفن كوفي في كتابه "العادات السبع للناجحين" والتي تعتبر الحلقة الرئيسية التي تدور حولها باقي العادات وهي العادة الرابعة "مارس مهارات التفاهم" والتي يتحدث بها عن التواصل والانصات وكيف أنه عليك أن تدرك كيف تتعامل مع الآخرين وأن تحسن الانصات لمن حولك، وأن لا تتسرع بأحكامك قبل أن تفهم تماماً ماذا يريده الطرف الآخر منك. وبهذا السياق تطرق الكاتب د.ستيفن كوفي (Dr.Stephen Covey) إلى أنه خلال الحديث فإنك كمنصت ستكون بواحدة من مراحل خمس ألا وهي: التجاهل، التظاهر بالانصات، الانصات المختار، الانصات وربط كل ما تسمعه مع خبرتك، والانصات المتعاطف والذي يحاول المستمع أن يكتشف ماذا يعني بكلامه من وجهة نظره.
ومن وجهة نظر د.ستيفن كوفي أنه عندما ننصت لبعضنا فإن أموراً وردود فعل تكون مجهزة مسبقاً في عقولنا وهذه ما تسمى بردود الفعل المدمرة، فعند قراءة كتابه ستجد أن معظم ردود الفعل هي سلوكات مرتبطة بنمط اتصالك الذي سنتطرق إليه في هذا المقال، مثلاً أول ردة فعل مدمرة هي "الإنصات لتحضير ما ترد به وليس للفهم" ردة فعل أخرى "سرعة الرد" أي أن لا تعطي نفسك فرصة للتفكير قبل الرد، برأيك أليست كما قال الكاتب هي ردة فعل مدمرة..... هل يعني هذا لك شيئاً؟ هل هذا يدعك تفكر بطريقة تواصلك؟ وهل للتواصل هذه الأهمية ليعتبر صفة من صفات الناجحين؟ وما هو التواصل؟
 يمكن تعريف التواصل بأنه عملية يتم بها تبادل الأفكار أو الرسائل بين المرسل والمستقبل عن طريق مجموعة من الرموز المتعارف عليها مسبقاً كالكلمات الملفوظة مثل (السلام عليكم، كيف الحال) وهنا يجب مراعاة اللغة ودرجة الصوت وأمور أخرى، الكلمات المكتوبة (رسالة قصيرة، رسالة بريدية) ولغة الجسد (ايماءات، تعبيرات الوجه، حركة اليدين،...) بحيث تضمن وصول الرسالة إلى الآخرين بوضوح لتحقيق هدف معين مخطط له مسبقاً ولإحاطة زملائك بأمور أو أخبار معينة أو لمحاولة التأثير في سلوكهم أو توجيههم باتجاه جهة معينة.










اتصال...تواصل...رسالة...مرسل...مستقبل... كلمات مفتاحية نسمعها دائماً عند الحديث عن التواصل، ولكن لماذا هذه الكلمات بالذات؟ هل سبق أن فكرت بها... هل سبق أن جمعتها وحاولت أن تسأل نفسك ما العلاقة بين هذه الكلمات؟ عزيزي القارئ هذه الكلمات هي عناصر التواصل ولتحقيق التواصل بشكل فعَال لا بد من توافق هذه العناصر.




الشكل التالي يوضح توافق عناصر عملية الاتصال:



بعد أن تعرفنا على عناصر الاتصال، لا بد من أنك ستسأل نفسك كيف أنا في الاتصال، كيف يراني الآخرون؟ هل لي نمط اتصال؟ وهل نمط اتصالي هو شخصيتي؟ وهل بمعرفتي لنمط اتصالي سأكون ناجحاً بعملي وبعلاقاتي؟

يحدد ارسال واستقبال الرسالة أموراً كثيرة تعتمد على المرسل والمستقبل وعلى نمط اتصالهما، ونمط اتصالهما يعبر عن سلوكهما التواصلي والذي يعبر عن شخصيتهما، إذن يمكن اعتبار أن نمط تواصلك هو بطريقة أو بأخرى نمط شخصيتك، أي أنك تستطيع التعبير عن نفس الفكرة ولكن بعدة طرق مختلفة سواء بالكلمات أو بالحركات أو بالرموز المختلفة. وهذه الأنماط تختلف حسب تصنيفاتها ولكننا سنتحدث عن الأنماط الأكثر شيوعاً والتي تم تقسيمها إلى ثلاثة أنماط بناءً على السلوك ألا وهي الجازم والعدواني والسلبي.

والسؤال الآن هل تستطيع تحديد نمط تواصلك؟ تأمل بمواصفات كل نمط، تأمل بجمله المشهورة، تأمل بحركاتك وتصرفاتك وتذكر ما يقوله زملائك عنك، من الممكن أن يساعدك هذا كله على تحديد نمط تواصلك.

الصفة
الجازم
العدواني
السلبي
أكثر جمله المستخدمه
"لي حق وللآخرين أيضاً حقوق"
 "أنا لست الفائز دائماً ولكنني أحاول أن أعالج الموضوع بفاعلية"
"الجميع يجب أن يكونوا مثلي"
"أنا لا أخطئ أبداً"
"لي أنا حق ولكن أنت لا"
"لا تعبر عن مشاعرك الحقيقية"
 "لا تعارض"
 "الآخرين لهم حقوق أكثر مني"
نمط تواصله

·   فاعل، مستمع نشط
·   على قدر من المسؤولية
·   يصف ما يرى بدون أحكام
·   مستمع غير جيد
·   صعوبة في رؤية وجهة نظر الآخرين
·   يقاطع
·   يحتكر
·   غير مباشر
·   موافق دائماً
·   لا يتحدث أمام الناس
·   متردد
خصائصه
·   لا يحكم
·   يثق بنفسه وبالآخرين
·   واعٍ
·   مرن وخفيف الظل

·   يسخر من الآخرين
·   يحقق أهدافه وغالباً ما يكون ذلك على حساب الآخرين
·   مستبد

·   يعتذر دائماً
·   يثق بالآخرين أكثر من نفسه
·   لا يعبر عن مشاعره الخاصه
·   يسمح للآخرين باتخاذ قرارات خاصه به
·   لا يحصل على ما يريد
سلوكات متوقعة منه  

·   أفكاره عملية أكثر من نظرية
·   جازم
·   يتحدث بشكل واقعي
·   عادل
·   يرفع من معنويات البيئة المحيطة به

·   يحبط معنويات الآخرين
·   يؤمن بكونه شخص لا يخطئ
·   متسلط
·   يتظاهر بأنه يعرف كل شيء  
·   يتنهد كثيراً
·   يشتكي بدل أن يتخذ إجراءات
·   من الصعب عليه تطبيق الخطط

التواصل غير اللفظي

·   حركات طبيعية غير مدروسة
·   يحافظ على التواصل البصري
·   نبرة صوت واثقة ومعبرة 
·   التجهمات
·   التحديق
·   نبرة صوته عالية
·   ينظر بعيونه بشكل ناقد
·   يتململ
·   يبتسم ويوحي بالموافقة

التواصل اللفظي

·   أنا أختار...
·   ما هي خياراتي؟
·   ماالبدائل الموجودة؟

·   "عليكم أن (ينبغي، ينبغي أن)."
·   "لا تسأل لماذا. فقط قم بذلك."
·   يشتم
·   عندك خبرة أكثر مني
·   لا أستطيع
·   سأحاول
 

تأثيراته على البيئة المحيطة
·   يرفع الروح المعنوية والايجابية بمحيطه
·   يرفع ثقة الآخرين بنفسهم
·   يعرف الجميع موقفه
·   يثير النفور من الآخرين
·   اضاعةالوقت والجهد
·   يؤثر بشكل سلبي على العلاقات الاجتماعية
·   يبني علاقاته بشكل تابع
·   لا يعرف أين يقف
·   يفقد احترام الذات شيئاً فشيئاً

كيفية التعامل معه
·         ثق بقدراته
·         اعتمد عليه
·         استعن به عندما يكون الجو العام محبطاً
·   لا تدخل معه بجدال
·   ابن قواعد العمل واطلعه عليها قبل التعامل معه.
·   لا تقدمه كمثال يحتذى به
·   اعطه دوراً بحيث تزرع به الثقة بالنفس
·   اطلب منه دائماً أن يعطيك اقتراحات بدل الشكوى
·   ضعه في مكان اتخاذ قرار.

ولكن لماذا؟ ألم تسأل نفسك ماذا يهمني معرفتي بنمط تواصلي؟ عزيزي القارئ إن معرفتك بنمط تواصلك يفتح لك فرصاً للنجاح في الحياة والعمل، ومن الواضح أن نمط التواصل الجازم هو أفضل الأنماط ولكن ليس لنا كلنا نمط تواصل واحد وإنما تعتمد على الموقف الذي نوضع به.

وأخيراً، ليس من المهم أن أكون على صواب دائماً، إنما من المهم أن أتواصل وأبني علاقات جيدة وصحية مع الجميع.

مسؤولة التطوير والتدريب بمدرسة راهبات الوردية/ اربد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق